وَ کَانَ بَدْءُ أَمْرِنَا أَنَّا الْتَقَیْنَا وَ الْقَوْمُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ رَبَّنَا وَاحِدٌ، وَ نَبِیَّنَا وَاحِدٌ، وَ دَعْوَتَنَا فِی الْاِسْلَامِ وَاحِدَةٌ، وَ لا نَسْتَزِیدُهُمْ فِی الْاِیْمَانِ بِاللّهِ وَالتَّصْدِیقِ بِرَسُولِهِ، وَ لا یَسْتَزِیدُونَنَا؛ الْاَمْرُ وَاحِدٌ إِلَّا مَا اخْتَلَفْنَا فِیهِ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ، وَ نَحْنُ مِنْهُ بَرَاءٌ! فَقُلْنَا: تَعَالَوا نُداوِ مَا لا یُدْرَکُ الْیَوْمَ بِإِطْفَاءِ النَّائِرَةِ وَ تَسْکِینِ الْعَامَّةِ، حَتَّى یَشْتَدَّ الْاَمْرُ وَ یَسْتَجْمِعَ، فَنَقْوَى عَلَى وَضْعِ الْحَقِّ مَوَاضِعَهُ، فَقَالُوا: بَلْ نُدَاوِیهِ بِالْمُکَابَرَةِ! فَأَبَوْا حَتَّى جَنَحَتِ الْحَرْبُ وَ رَکَدَتْ، وَ وَقَدَتْ نِیرانُهَا وَ حَمِشَتْ. فَلَمَّا ضَرَّسَتْنَا وَ إِیَّاهُمْ، وَ وَضَعَتْ مَخَالِبَهَا فِینَا وَ فِیهِمْ، أَجَابُوا عِنْدَ ذَلِکَ إِلَى الَّذِى دَعَوْنَاهُمْ إِلَیْهِ، فَأَجَبْنَاهُمْ إِلَى مَا دَعَوْا، وَ سَارَعْنَاهُمْ إِلَى مَا طَلَبُوا، حَتَّى اسْتَبَانَتْ عَلَیْهِمُ الْحُجَّةُ، وَ انْقَطَعَتْ مِنْهُمُ الْمَعْذِرَةُ. فَمَنْ تَمَّ عَلَى ذَلِکَ مِنْهُمْ، فَهُوَ الَّذِی أَنْقَذَهُ اللّهُ مِنَ الْهَلَکَةِ،
وَ مَنْ لَجَّ وَ تَمَادَى، فَهُوَ الرَّاکِسُ الَّذِی رَانَ اللّهُ عَلَى قَلْبِهِ، وَ صَارَتْ دَائِرَةُ السَّوْءِ عَلَى رَأْسِهِ.