اَمينُ وَحْيِهِ، وَ خاتَمُ رُسُلِهِ، وَ بَشيرُ رَحْمَتِهِ، وَ نَذيرُ نِقْمَتِهِ. اَيُّهَا النّاسُ، اِنَّ اَحَقَّ النّاسِ بِهذَا الاَْمْرِ اَقْواهُمْ عَلَيْهِ، وَاَعْلَمُهُمْ بِاَمْرِ اللّهِ فيهِ. فَاِنْ شَغَبَ شاغِبٌ اسْتُعْتِبَ، فَاِنْ اَبى قُوتِلَ وَ لَعَمْرى لَئِنْ كانَتِ الاِْمامَةُ لاتَنْعَقِدُ حَتّى يَحْضُرَها عامَّةُ النّاسِ فَما اِلى ذلِكَ سَبيلٌ، وَلكِنْ اَهْلُها يَحْكُمُونَ عَلى مَنْ غابَ عَنْها، ثُمَّ لَيْسَ لِلشّاهِدِ اَنْ يَرْجِـعَ، وَ لا لِلْغائِبِ اَنْ يَخْتارَ. اَلا وَ اِنّى اُقاتِلُ رَجُلَيْنِ: رَجُلاً ادَّعى ما لَيْسَ لَهُ، وَ آخَرَ مَنَعَ الَّـــذى عَـلَـيْـهِ . اُوصيكُمْ عِبادَ اللّهِ بِتَقْوَى اللّهِ، فَاِنَّها خَيْرُ ما تَواصَى الْعِبادُ بِهِ، وَ خَيْرُ عَواقِبِ الاُْمُورِ عِنْدَ اللّهِ. وَ قَدْ فُتِحَ بابُ الْحَرْبِ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ اَهْلِ الْقِبْلَةِ، وَ لايَحْمِلُ هذَا الْعَلَمَ اِلاّ اَهْلُ الْبَصَرِ وَ الصَّبْرِ وَ الْعِلْمِ بِمَواضِعِ الْحَقِّ. فَامْضُوا لِما تُؤْمَرُونَ بِهِ، وَ قِفُوا عِنْدَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ. وَ لا تَعْجَلُوا فى اَمْر حَتّى تَتَبَيَّنُوا، فَاِنَّ لَنا مَعَ كُلِّ اَمْـر تُنْـكِرُونَـهُ غِيَـراً . اَلا وَ اِنَّ هذهِ الدُّنْيا الَّتى اَصْبَحْتُمْ تَتَمَنَّوْنَها وَ تَرْغَبُونَ فيها، وَ اَصْبَحَتْ تُغْضِبُكُمْ وَ تُرْضيكُمْ لَيْسَتْ بِدارِكُمْ، وَ لا مَنْزِلِكُمُ الَّذى خُلِقْتُمْ لَهُ، وَ لاَ الَّذى دُعيتُمْ اِلَيْهِ.