اللَّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ عَلَى مَا تَأْخُذُ وَ تُعْطِی، وَ عَلَى مَا تُعَافِی وَ تَبْتَلی؛ حَمْداً یَکُونُ أَرْضَى الْحَمْدِ لَکَ، وَ أَحَبَّ الْحَمْدِ إِلَیْکَ، وَ أَفْضَلَ الْحَمْدِ عِنْدَکَ. حَمْداً یَمْلاُ مَا خَلَقْتَ، وَ یَبْلُغُ مَا أَرَدْتَ. حَمْداً لا یُحْجَبُ عَنْکَ، وَ لا یَقْصُرُ دُونَکَ. حَمْداً لا یَنْقَطِعُ عَدَدُهُ، وَ لا یَفْنَى مَدَدُهُ. فَلَسْنَا نَعْلَمُ کُنْهَ عَظِمَتِکَ، إِلا أَنَّا نَعْلَمُ أَنَّکَ «حَى قَیُّومٌ، لا تَأْخُذُکَ سِنَةٌ، وَ لا نَوْمٌ». لَمْ یَنْتَهِ إِلَیْکَ نَظَرٌ، وَ لَمْ یُدْرِکْکَ بَصَرٌ. أَدْرَکْتَ الْاَبْصَارَ، وَ أَحْصَیْتَ الْاَعْمَالَ، وَ أَخَذْتَ «بِالنَّوَاصِی وَ الْاَقْدَامِ». وَ مَا الَّذِی نَرَى مِنْ خَلْقِکَ، وَ نَعْجَبُ لَهُ مِنْ قُدْرَتِکَ، وَ نَصِفُهُ مِنْ عَظِیمِ سُلْطَانِکَ، وَ مَا تَغَیَّبَ عَنَّا مِنْهُ، وَ قَصُرَتْ أَبْصَارُنَا عَنْهُ، وَ انْتَهَتْ عُقُولَنَا دُونَهُ، وَ حَالَتْ سُتُورُ الْغُیُوبِ بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُ؛ أَعْظَمُ. فَمَنْ فَرَّغَ قَلْبَهُ، وَ أَعْمَلَ فِکْرَهُ، لِیَعْلَمَ کَیْفَ أَقَمْتَ عَرْشَکَ، وَ کَیْفَ ذَرَأْتَ خَلْقَکَ، وَ کَیْفَ عَلَّقْتَ فِی الْهَوَاءِ سَمَاوَاتِکَ، وَ کَیْفَ مَدَدْتَ عَلَى مَوْرِ الْمَاءِ أَرْضَکَ، رَجَعَ طَرْفُهُ حَسِیراً، وَ عَقْلُهُ مَبْهُوراً، وَ سَمْعُهُ وَالِهاً، وَ فِکْرُهُ حَائِراً.